الرئيسية تجارب ريادية الأختان البورنو.. رياديتان أبدعتا في عالم الترجمة

الأختان البورنو.. رياديتان أبدعتا في عالم الترجمة

3 ثانية
0
0
حجم الخط
    شارك عبر

بصمةٌ جديدة في عالم الترجمة أضافتاها أختان من قطاع غزة رغم التحدي الكبير الذي اعترضهما  في ظل الحصار المفروض على القطاع، وأصرّت الأختان على تخطيه معًا بعزيمة ممزوجة بنكهة الأخوة، لتضيفا سطرًا جديدًا إلى سجل النجاحات التي تحققها الرياديات بسوق العمل في قطاع غزة.

بدأت فكرة مشروع الترجمة بصورته الأولية لدى نور البورنو – طالبة ماجستير ترجمة في الجامعة الإسلامية) خلال تدريبها لمجموعة من الأشخاص على كيفية تقديم مقترح لدعم المشاريع، فطرحت مثالًا توضيحيًا بفتح مكتب للترجمة وتقديم الخدمات، احتفظت بالفكرة وشاركتها مع أختها عطاف -حاصلة على بكالوريوس صيدلة، وحاصلة على دبلومة ترجمة متخصصة من الجامعة الإسلامية، ومتخصصة في ترجمة المواد العلمية والطبية، لتفتتحا مكتبهما الخاص بالترجمة في جميع التخصصات كالأدب والطب والعلوم الطبيعية والإنسانية إضافة إلى الترجمة الفورية والتدقيق اللغوي والتحرير.

وأوضحت نور البورنو أن افتتاح مكتبهما جاء بعد عملهما لبضع سنوات كمترجمتين حرتين دون وجود قاعدة صلبة تسمح لهما بضمان حقوقهما أولًا، والتوسع في المجال ثانيًا.

ولفتت إلى أنهما اختارا اسم “ليكسيكون” لمكتبهما وهو مصطلح يدل على مخزون اللغة الجامع من الكلمات والمصطلحات والمعاني.

قدمت الأختان البورنو مقترحهما للحصول على الدعم المادي والتقني من حاضنة الأعمال والتكنولوجيا بالجامعة الإسلامية ضمن مشروع BSIS، والذي لاقى دعمًا ماديًا لشراء بعض الأدوات التشغيلية للمشروع، وإلحقت الأختان بدورات تدريبية في التخطيط المالي والتسويق.

وأشارت البورنو إلى أن مشروعهما لم يحظَ بالشهرة الكافية في السابق، أما في الوقت الحالي فأصبحتا معروفتين مما يمكنهما من إثراء المحتوى العربي والإنجليزي وتوفير قاعدة بيانات من المصطلحات لمساعدة المترجمين الآخرين.

 وأضافت البورنو أنهما عملتا مع مؤسسات كثيرة منها الجامعة الإسلامية، وحاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، ومؤسسة أطباء بلا حدود، ووزارة الصحة، والعديد من شركات القطاع الخاص.

وأكّدت نور البورنو أنها شاركت في إنجاح العديد من المؤتمرات العلمية التي عُقدت في الجامعة الإسلامية، ووزارة الصحة من خلال الترجمة الفورية لهذه المؤتمرات فمكنت الجميع من كسر حاجز اللغة بين الضيوف الأجانب والحضور العرب.

وتوالت نجاحات الشقيقتين لتتمكن عطاف من الحصول على ختم (المترجم القانوني المحلّف) من وزارة العدل والمعتمد في كافة الوزارات والجهات الحكومية، لتضيف بذلك ترجمة الأوراق الرسمية والعقود والمستندات القانونية إلى الخدمات التي يقدمها المكتب، وأصبح المكتب مؤخرًا يقدم دورات تدريبية في الترجمة ومجالات اللغة الإنجليزية الأخرى كالكتابة الأكاديمية والإبداعية وغيرها.

أما عن فريق العمل في المكتب، فنوّهت نور البورنو إلى أن عمل الترجمة والخدمات الأخرى تتم عادة على أجهزة الحاسوب، لذلك يكون العمل مع المترجمين الآخرين بالقطعة حسب ضغط العمل، مشيرة إلى أنهن أكثر حفاظًا على الأمانة العلمية فترفضان كتابة الواجبات أو الأبحاث الخاصة بالطلبة، ولكنهما تقدمان لهم الاستشارات والإرشادات التي تساعدهم في إنجازها.

وبيّنت البورنو أن المترجم يواجه صعوبات كثيرة، منها: الوضع الاقتصادي الذي يجعل الأشخاص غير قادرين على دفع المال مقابل الجهد المبذول، وكذلك عدم وجود خلفية كافية بأسعار الترجمة وبالتالي البخس فيها، كما أن كثيرًا من الناس يظنون أن عملية الترجمة شبيهة بجوجل وهذا غير صحيح فهي صعبة ومعقدة تتطلب تركيزًا ووقتًا كي تكون الجودة عالية.

وقالت البورنو: “سر نجاحنا هو أننا نحب مهنتنا كثيرًا ونؤمن بها فنبحر في معاني كل نص نترجمه لتزداد رغبتنا بالمزيد من النصوص والعمل”.

وتطمح الأختان نور وعطاف للوصول إلى السوق الخارجية على الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية التي تفرض قيودًا على نجاحهما وتعيق نجمهما من التألق في سماء الترجمة العالمية.

عرض مقالات ذات صلة
التعليقات مغلقة

بامكانك الاطلاع على

شبكة فسحة الفلسطينية .. إضافة نوعية لعالم التسويق الإلكتروني

بعد تعب ستة أعوامٍ من المنافسة والإبداع المصحوبين بالتفكير العميق في ليالٍ متواصلة؛ نضجت ش…