الرئيسية تقارير مؤسسة شعاع.. ترعى الابتكار والإبداع بجهود ذاتية

مؤسسة شعاع.. ترعى الابتكار والإبداع بجهود ذاتية

1 ثانية
0
0
حجم الخط
    شارك عبر

 

لا يختلف اثنان على أهمية الابتكار في المجتمع الفلسطيني والرغبة في الاستفادة من العقول المبدعة التي تحتاج إلى رعاية واحتضان، بذلك تظهر الحاجة إلى وجود مؤسسات فلسطينية ترعى الإبداع والمبدعين وتمدهم بما يلزمهم للمضي في طريق إبداعهم.

ولبّت مؤسسة شعاع للعلوم والتقنيات هذه الحاجة، عند إنشائها عام 2016، بحيث تهدف منذ إنشائها إلى رعاية الموهوبين والمبتكرين من خلال توفير بيئة متكاملة داعمة للإبداع، بما يثري الواقع العلمي الفلسطيني.

يقول المدير التنفيذي للمؤسسة أحمد مقبل: “تبعًا لاهتمام الحاضنات في قطاع غزة بتخصصات “الويب” وتطبيقات الهواتف المحمولة، والبرمجة، وإغفالهم للكيمياء والإلكترونيات والميكانيكا، ظهرت الحاجة لمؤسسةٍ تهتم بهذه التخصصات وتغطي حاجات المبدعين فيها”.

بدأت مؤسسة شعاع عملها، باستضافة طلابٍ موهوبين في المرحلة الثانوية من مختلف محافظات قطاع غزة، بمعدل 20طلابًا لكل محافظة واحتضنتهم في مخيم تكنولوجي لمدة أسبوعين، تعرف خلالها المشاركون على القطع الإلكترونية، وكيفية تجميعها وتشكيل اللوحات الإلكترونية.

ويعتبر مقبل، مسابقة شعاع للابتكارات العلمية أحد أبرز المشاريع التي نفذتها المؤسسة، حيث افتتح التسجيل بها في منتصف العام المنصرف، وتقدم لها عدد من الأفكار المبنية على تطبيقات عملية تساهم في حل المشكلات الحياتية، بجوائز مالية للمراكز الثلاثة الأولى قيمتها 2200$.

ولم يتم وضع أي محددات عمرية للمشاركين، فأي مبتكر يحمل فكرة قابلة للتطبيق يمكنه المشاركة، نتج عن ذلك تقديم 70 مشاركًا لأفكارهم، وتمت دراسة المشاريع وعقد عدد من الاجتماعات مع لجنة علمية مختصة في عدد من التخصصات، شكّلت من مختصين في الجامعات ووزارة التربية والتعليم ومن القطاع الخاص.

وخلصت اللجنة بعد تلك الاجتماعات إلى احتضان 14 فريقًا، حصل كل منهم على تمويل مباشر بقيمة تتراوح بين 300$ و1800$، يُتوقع أن تنتهي مرحلة تصميم مشاريع هذه الفرق قبل نهاية شهر فبراير الجاري، وأشار مقبل إلى الالتزام الواضح والرغبة في الإبداع لدى أصحاب هذه المشاريع.

ويوضح مقبل أن تمويل المؤسسة ذاتي بشكل أساسي، بالإضافة إلى الحصول على مساعدات مالية من “أهل الخير”، حيث يسعى لتوفير التمويل اللازم لها من خلال عقود مع أصحاب المشاريع الابتكارية، يحصل بموجبها على نصف إيرادات هذه المشاريع بعد انطلاقها في المستقبل.

وبين  أن إعطاء المبتكر فرصة عمل يديرها بنفسه، ويبني من خلالها مشروعه الريادي الخاص، سيساعده على توفير دخله الخاص، بالإضافة إلى رفع قيمة المؤسسة ومساعدتها ماليًا، لافتًا إلى أن مشاكل التمويل كانت وما زالت تشكل عائقًا أمام تقدم المؤسسة وتطويرها.

وبرغم انفتاح المؤسسة على جميع المجالات الابتكارية، إلّا أن فريق العمل فيها يتكون من شخصين فقط، ينفذان مختلف المهام بأنفسهم، وعند الحاجة إلى القيام بمهمة خارج مجال تخصصهم، يلجؤون إلى ذوي الاختصاص، حيث يأمل مقبل أن تتطور المؤسسة قريبًا بما يضمن توظيف مختص في كل مهمة وتخصص داخل المؤسسة.

“لا يوجد مؤسسة تقوم على موظف أو موظفين” يقول مقبل، ” إن تطوير المؤسسة أمر لابد منه حتى نحصل على مختص في كل مجال نحتاجه، في العلاقات العامة والإعلام، في المحاسبة، وغيرها، بدلاً من قيام شخص أو شخصين بكل هذه الأعمال والمهام المختلفة”.

يتابع مقبل: “تم تشكيل 4 فرق علمية، فريق شعاع الكيميائي، وفريق للإلكترو-ميكانيك المختص في الإلكترونيات والميكانيكا، وفريق للعلوم الطبية والمخبرية، وفريق لتكنولوجيا المعلومات، حيث تشتمل الفرق على المشاركين في المشروع الأول، بالإضافة إلى مبتكرين ومبدعين في ذات المجالات”.

تعمل هذه الفرق على بناء تواصل دائم فيها بينها، لتتوسع ويزداد التواصل بين المبتكرين وغيرهم من الراغبين في الانضمام إلى مثل هذه المجموعات، بالإضافة إلى زيادة معرفة المؤسسة بالمبتكرين الجدد ومشاريعهم وأفكارهم، حيث طالب مقبل من يمتلك فكرة ابتكارية، أن يقدمها للمؤسسة حتى يتم احتضانها.

وعن المشاريع المستقبلية للمؤسسة يقول مقبل: “نسعى في المستقبل القريب لإنشاء حاضنة علمية كبيرة، تحتضن مشاريع من كافة التخصصات الابتكارية، بأقسام جاهزة لاحتضان المشاريع في كل تخصص على حدة، حيث تم البدء في كتابة مشروع إنشاء الحاضنة، وعملية تطويره تتم بشكل مستمر”.

وأشار مقبل إلى أن مؤسسة شعاع تختلف عن حاضنات الأعمال، في أنها تركز في عملها على المبتكَر، بدلًا من التركيز على دراسة السوق أو أساسيات التسويق للمنتج وغيرها، مؤكدًا أنه يهدف بشكل أساسي إلى إنشاء المنتج الأولي وتطويره فقط في المرحلة الحالية.

عرض مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

بامكانك الاطلاع على

التمويل الجماعي … أداة لصنع التغيير

لقد صدق القائلون بأن الشغف هو أحد أهم ركائز النجاح. حنان قاسم مثال جديد لامرأة دفعها شغفها…